احتضنت مدينة الدار البيضاء، النسخة الأولى من المؤتمر الدولي للتحول الرقمي في الإعلام يوم السبت الماضي والذي إمتد لثلاثة أيام، بتنظيم مشترك بين المركز الأمريكي الكندي للتنمية البشرية ACCHD وشركة S4U.
وشارك في هذا المؤتمر نخبة من الخبراء والمختصين وأسماء بارزة في مجال الإعلام والتكنولوجيا الرقمية كطارق السويدان، إيمان أغوتان، عبد الفتاح مومن، طلحة جبريل،محمد الرماش و آخرون.
ويهدف المؤتمر في نسخته الأولى، إلى استعراض أحدث التطورات الرقمية التي تعيد تشكيل صناعة الإعلام، مع التركيز على الاستراتيجيات التي تسهم في تعزيز التكيف مع التحولات التكنولوجية السريعة.
وفي هذا السياق، أكد طارق السويدان، المحاضر والداعية الإسلامي، في تصريح لجريدة “سفيركم” أن المغرب يشهد تقدما وتطورا في العديد من الجوانب، مشيرا إلى أن شباب المملكة يمتلكون استعدادا كبيرا للانطلاق في التحول الرقمي.
وأضاف أن النهضة الرقمية ترتكز أساسا على الاقتصاد، الذي يسهم في تطوير التعليم والبنى التحتية وغيرها، مشددا أن هذا الاقتصاد لا يمكنه التحسن إلا من خلال التكنولوجيا.
وأقر الداعية بأن الأمة العربية قد تخلفت، في حين يشهد العالم تطورا كبيرا بنزول الولايات المتحدة الأميركية و صعود الصين، موضحا أنها فرصة للأمم الناشئة من أجل القفز نحو الامام، قائلا “والتحول الرقمي هو الوسيلة التي ستساعد في رفع الأمة إلى مصاف الدول الرائدة”.
وفي سياق متصل، قالت إيمان أغوتان الصحفية بقناة Medi1TV في تصريح لسفيركم، إن من أبرز تحديات التحول الرقمي هو الحفاظ على القيم التي تؤطر جوهر رسالة الإعلام وأخلاقياته.
وأضافت أن هذا المؤتمر سيمكنها من مناقشة السبل التي يمكن من خلالها التوفيق بين الاعتماد على التقنية للوصول إلى الجمهور، وبين الحفاظ على رسالة الإعلام، أخلاقياته وقيمه.
وأكد من جانبه محمد كمال بن امغار، مدير المؤتمر و خبير في التكنولوجيا، أن هذه الفعالية تتمحور حول تأثير التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة على المحتوى الإعلامي بشكل عام، ودورها في تغيير ملامح ميدان الإعلام.
وأفاد بن امغار أن المؤتمر سيمكن من تسليط الضوء على الابتكارات الحديثة التي قامت بتطويرها شركات ناشئة مغربية ودولية في هذا المجال، مضيفا أن المؤتمر يتضمن عرض أوراق علمية من خبراء مغاربة ودوليين بهدف تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين مختلف الأطراف.
وأكمل الخبير ذاته قائلا “أحد الأهداف الرئيسة للمؤتمر هو تعزيز الوعي بالتحديات التي تواجه هذا القطاع، مثل الأخبار المضللة، وتحديات أمن المعلومات والأمن السيبراني. كما يتماشى هذا الحدث بشكل كامل مع الاستراتيجيات المغربية مثل المغرب الرقمي 2030”.
ويعد هذا الحدث فرصة هامة يجتمع فيها خبراء ومهنيون من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحول الرقمي ودوره في إعادة تعريف المشهد الإعلامي.
وشملت فعاليات المؤتمر جلسات نقاشية وورشات عمل تطبيقية، تهدف إلى تقديم رؤى عملية حول كيفية تبني البتكارات الرقمية في المؤسسات الإعلامية التقليدية والحديثة.
ويمثل المؤتمر منصة استراتيجية رائدة للمؤسسات الإعلامية، حيث أتاح لهم فرصة التعرف على أحدث الاتجاهات الرقمية، وتوسيع شبكة علاقاتهم المهنية على المستويين المحلي والدولي، مع تركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA).
وذكر بيان للمؤتمر أن للمشاركين فرصة تقديم أبحاثهم ومناقشتها مع الخبراء، إلى جانب اكتساب مهارات عملية من خلال ورشات العمل، التي تناولت كيفية تطبيق التحول الرقمي في العمليات الإعلامية.
ويعتبر المؤتمر الدولي للتحول الرقمي في الإعلام، في نسخته الأولى، فرصة ثمينة للمؤسسات الإعلامية والمهنيين لاستكشاف التطورات الرقمية، والاستفادة من الخبرات العالمية لتطوير استراتيجيات مبتكرة، تساعدهم في مواجهة التحديات المستقبلية في ظل البيئة الإعلامية المتغيرة.