اعترض محمد الحنصالي رئيس رابطة التعليم الخصوصي بالمغرب، على تصنيف قطاع التعليم الخاص مع باقي الاستثمارات القطاعية، موضحا أنه استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري، ومؤكدا على أن هذا النوع من التعليم يبقى أمرا اختياريا وليس إجباريا.
وأوضح محمد الحنصالي، وهو فاعل جمعوي ورئيس رابطة التعليم الخصوصي بالمغرب، في حوار أجراه معه موقع سفيركم الإلكتروني، في إطار برنامج “حكامة“، الذي يقدمه الأكاديمي جمال بندحمان، أن التعليم الخصوصي في منظوره العام، يبقى استثمارا في الإنسان وفي الرأسمال البشري، مضيفا أنه بعيد كل البعد عن ما هو تجاري وأنه يتميز بتنوع العرض والأداء، رغم الإكراهات التي تواجهه.
وفي ذات الصدد، قال الحنصالي: “التعليم الخصوصي في منظوره العام ليس استثمارا كباقي الاستثمارات القطاعية الأخرى، بل هو استثمار في الإنسان وفي الرأسمال البشري، لأنه لا يقدم خدمة تجارية، إنما يستثمر في الإنسان ، وتعلمون مخاطر وإكراهات الاستثمار في المعرفة، وبالتالي هذا تعليم اختياري فيه العرض متنوع والأداء متنوع كذلك”.
وأكد المتحدث ذاته على تنوع العرض التربوي في التعليم الخصوصي، مبرزا أن هذا الأخير أمر اختياري وغير ملزم، حيث قال: “التعليم الخصوصي لم يكن أبدا إجباريا بل اختياريا، ما يعني أنه غير ملزم، كما أن العرض التربوي في التعليم الخصوصي متنوع على حسب المجال والفئات الاجتماعية التي ترغب في الاستفادة من خدماته”.
ولفت رئيس رابطة التعليم الخصوصي بالمغرب، إلى أن تكلفة التعليم الخصوصي أقل من نظيرتها في التعليم العمومي، مضيفا أنه موزع في جميع مدن وهوامش المغرب، قائلا بأنه يتميز بـ “التنوع من الناحية المجالية، لأنه لا يوجد فقط في الدار البيضاء والرباط والمدن الكبرى، بل موجود في جميع مدن المغرب وهوامشه، وتكلفة التعليم الخصوصي تختلف على حسب مجاله، فنجد أن تكلفة التعليم العمومي اليوم أكثر من التعليم الخصوصي في مجموعة من المدن والجهات التي تعاني من الهشاشة، والتي فيها طبقة اجتماعية ترغب أيضا في الاستفادة من الجودة ولكن بتكلفة أقل، فالتكلفة ترتبط بالخدمات المقدمة”.
وفيما يتعلق بالنظرة المجتمعية لمؤسسات التعليم الخصوصي والجدل المثار حولها، أبرز محمد الحنصالي أن “أزمة كورونا خلقت جدلا مجتمعيا، ولأول مرة في تاريخ المغرب تتعرض المدرسة الخصوصية كباقي المرافق الأخرى للمساءلة من طرف المجتمع، حيث أصبح الكل يتحدث عن الخدمة التربوية والأسعار والخدمات، وكذا التعليم الخصوصي في بعده الاستثماري”.
وشدد الحنصالي على أن الوعي بحقيقة أن جودة التعليم الابتدائي تبدأ من التعليم الأولي، جعلهم يستثمرون فيه بشكل كبير، قائلا: “المدرسة الخصوصية في المغرب تعتبر أن النجاح والجودة في التعليم الابتدائي لا يمكن أن يتحققا دون التعليم الأولي، وبالتالي استثمرنا في تكوين المربيات وفي التجهيزات وفي مجموعة من المشاريع الأخرى”.