شهد المغرب في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في مجال الرقمنة والتحول الرقمي، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص. هذا التحول الذي يهدف إلى تحسين الخدمات العامة وتعزيز الكفاءة، وتوسيع الفرص الاقتصادية في مختلف المجالات.
ويمكن للرقمنة أن تلعب دورا كبيرا في دعم المغاربة المهاجرين للاستثمار في وطنهم، خاصة وأن الملك محمد السادس يركز في أكثر من مناسبة على هذه الفئة وما لها من أهمية في تنمية بلدها واقتصاده.
في هذا الإطار يرى الخبير في الرقمنة أمين سامي على أن تسهيل الوصول إلى المعلومات والفرص الاستثمارية، من خلال منصات رقمية من شأنها أن تتيح للجالية الراغبة في الاستثمار ببلدها، الاطلاع على الفرص المتاحة في مختلف القطاعات مثل العقارات، الزراعة، والصناعة.
وأضاف سامي من خلال تصريح لسفيركم، بأن القطاعات الواعدة والمستقبلية والتي تشكل فرص استثمارية حقيقية وتساهم في تحقيق النجاعة الاقتصادية في الممارسة الاقتصادية للدولة، والدفع والتقدم نحو الأداء العالي للممارسة الاقتصادية، وصولا إلى التميز في الممارسة الاقتصادية، تتمثل في كل ما يتعلق بالفلاحة الرقمية، التعليم الرقمي، الصحة الرقمية، اقتصاد البيانات.
ورأى أن الحصول على معلومات دقيقة ومحدثة حول التشريعات، والضرائب، والمزايا، يشكل فرص حقيقية للاستثمار الجذاب والمنتج.
وأشار إلى أن تقليص الإجراءات البيروقراطية، من خلال رقمنة الإجراءات القانونية والإدارية، سيمكن مغاربة العالم من تسجيل المشاريع والشركات، وتحويل الأموال، وإنهاء الوثائق اللازمة عبر الإنترنت بدون الحاجة إلى الحضور الشخصي، مما يُسرع من عملية الاستثمار، مؤكدا على أن رقمنة الخدمات العمومية مسألة أساسية واستراتيجية لتقليص الإجراءات البيروقراطية، وتحفيز مناخ الأعمال، وتشجيع الاستثمارات وجلب العملة الصعبة.
ومن الطرق المهمة التي تفتح وتسهل الطريق نحو استثمار الجالية ببلدها، توفير خدمات مالية رقمية، إذ اعتبر الخبير الاستراتيجي في الرقمنة أنه “مع التحول الرقمي في القطاع المصرفي، يمكن للمهاجرين الوصول إلى حساباتهم البنكية والقيام بالتحويلات المالية والاستفادة من خدمات القروض الاستثمارية وغيرها بسهولة وسرعة”.
كما أوضح المتحدث ذاته أن الرقمنة تعمل على تعزيز الشفافية وتقليل المخاطر في سوق الاستثمار من خلال إتاحة المعلومات الضرورية وبيانات السوق “مما يساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مدروسة ويقلل من المخاطر المرتبطة بالاستثمارات”.
وبما أن الاستشارات مهمة ولها دور كبير في مجال الاستثمار، فإن عالم الرقمنة أصبح يتيح إمكانية الوصول إلى مستشارين ماليين وخبراء اقتصاديين بسهولة عبر الإنترنت، وخبراء في مختلف المجالات مما يوفر للمستثمرين معلومات دقيقة حول فرص الاستثمار وكيفية إدارة استثماراتهم بفعالية. يضيف المصرح ذاته.
ولم يفت أمين سامي أن يشير بشكل دقيق إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، اعتمادا على منصات رقمية، توفر دعما لأفكار المشاريع الناشئة، ومن خلالها يستطيع المغاربة المقيمين في الخارج دعم مشاريع مبتكرة تعزز الاقتصاد الوطني وتسهم في خلق فرص عمل جديدة.
وخلص أمين سامي في تصريحه لسفيركم إلى أن “هذه العوامل مجتمعة تعزز من جذب استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج وتسهيل اندماجهم في اقتصاد بلدهم عبر حلول رقمية مرنة وفعالة.