من المؤكد أن الإنفلونزا الموسمية ليست مرضا مقلقا للجميع، فهي عادة ما تكون غير خطيرة أو مهددة للحياة، خاصة لدى الشباب الأصحاء، لكن قد تشكل خطرا كبيرا وقد تكون مميتة عندما تصيب الفئات الهشة.
وقد أوضح الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن التطعيم ضد الإنفلونزا في بداية الخريف يعد من أكثر وسائل الوقاية فعالية، حيث يحمي ما يصل إلى 90٪ من العدوى و50 إلى 80٪ من الحالات الشديدة والوفيات لدى كبار السن.
وأضاف أن “التطعيم آمن وفعال، وقد ثبت ذلك على نطاق واسع بعد حوالي 80 عاما من استخدام هذه اللقاحات، مع مليارات الجرعات المستخدمة”.
ما هي أعراض الإنفلونزا الموسمية:
حدد حمضي في تصريح له لجريدة “سفيركم” الإلكترونية أعراض الإنفلونزا في الحمى بدرجات تصل إلى 38 أو حتى 40 درجة مئوية، القشعريرة، السعال الجاف، التعب والإرهاق، سيلان الأنف، التهاب الحلق، آلام العضلات، بالإضافة إلى القيء والإسهال في بعض الأحيان.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لخطر المضاعفات والأشكال الحادة:
أكد حمضي أنه “عادة ما يتعافى الشباب الأصحاء من الإنفلونزا خلال سبعة إلى عشرة أيام من الإصابة، مع توقفهم عن الدراسة أو العمل، إلا في حالات نادرة عندما تكون الإصابة شديدة”، مضيفا أن الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة هم أولئك الذين يتجاوزون سن الخامسة والستين أو اللذين دون سن الخامسة، بالإضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف جهاز المناعة والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من السمنة.
كما أشار إلى أن هذا النوع من الإنفلونزا يصيب حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم سنويا، مع أكثر من 5 ملايين حالة شديدة وما بين 300,000 و650,000 حالة وفاة سنويا.
كيفية الوقاية:
أوضح الدكتور حمضي أن التطعيم السنوي ضد الإنفلونزا الموسمية يُعتبر “ركيزة أساسية للوقاية”، وأكد على أهمية مراقبة نظافة اليدين وتجنب الاتصال المباشر مع المصابين، حيث تبدأ العدوى قبل ظهور الأعراض.
لقاح الإنفلونزا: المجموعات ذات الأولوية، الفعالية، السلامة:
تابع الباحث في السياسات والنظم الصحية قائلا: “التطعيم يحمي من 50 إلى 90٪ من العدوى، حسب ضراوة السلالات المنتشرة وحالة المناعة للأشخاص وأعمارهم”، مؤكدا على أن التطعيم يحمي بشكل خاص كبار السن من الحالات الشديدة بنسبة تتراوح بين 30 إلى 80٪ ويقلل من معدل الوفيات بنسبة 50 إلى 80٪.
وأشار حمضي إلى أن اللقاح مفيد لجميع الأشخاص الذين يتجاوزون سن 6 أشهر، ولكنه “يوصى به بشكل خاص للفئات الأكثر عرضة للمضاعفات (الفئات الهشة) وللأشخاص المعرضين لخطر العدوى و/أو نقل العدوى مثل المهنيين الصحيين”.
وأشار إلى أن التطعيم أثبت “على نطاق واسع أنه آمن وفعال بعد حوالي 80 عامًا من الاستخدام وتوزيع مليارات الجرعات”.
حان الوقت الآن للحصول على التطعيم:
وأكد الدكتور حمضي أن تركيب اللقاح يتغير سنويا بسبب التغيرات في السلالات الفيروسية، مشيرا إلى أن الإصدار الجديد من اللقاح يتوفر عادة في بداية الخريف.
ونصح حمضي من خلال تصريحه بأخذ التطعيم بين شهري أكتوبر ونونبر، حيث تبدأ فعاليته بعد أسبوعين من الحقن.
وفي ختام حديثه، أشار إلى أن لقاحات الإنفلونزا ليست مناسبة لحديثي الولادة أو الرضع دون سن ستة أشهر، ولكن “تطعيم النساء الحوامل يحمي أيضا المواليد الجدد والرضع أقل من ستة أشهر بفضل الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم”.