جرى مساء أمس الاثنين، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، تقديم كتاب “الحلي المغربية: تاريخ النساء والرموز والحب” للكاتبتين المغربية زينب زنيبر والتونسية وفاء مزيو، في إطار فعاليات “الأسابيع المغربية” التي تُنظم في عاصمة إقليم الألزاس.
وحسب ما أفادت به وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن الكتاب، الذي صدر عن دار النشر “Reflet de soi” في 2024، يقع في 296 صفحة ويعد نتاج رحلة بحثية حول كنوز الحلي المغربية، ويسلط الضوء على أكثر من 200 قطعة فنية مستوحاة من مجموعات خاصة ومتاحف، في محاولة للغوص في تاريخ الحلي النسائية المغربية التي تناقلتها الأجيال عبر قرون، ما يعكس التنوع الثقافي الذي تزخر به المملكة.
وفي تقديم الكتاب، جاء التأكيد على أن “كل قطعة من هذه الحلي صُنعت على أيدي رجال يهود ومسلمين، وارتدتها نساء من كلا الطائفتين، وهي جميعها تنتمي إلى الأرض المغربية الجميلة، وتعتبر رمزًا للوحدة الوطنية والإنسانية العالمية”.
من جانبها، أكدت زينب زنيبر في تصريحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، على شغفها بعالم الحلي الذهبية المغربية منذ صغرها، مشيرة إلى أن هذه القطع الفنية تُمثل “عظمة تراثنا الثقافي”، وأنها كرست وقتًا طويلًا لدراسة تقنيات هذه الحلي والرموز التي تحتوي عليها، حيث التحقت بدورات متخصصة في علم الأحجار الكريمة لفهم أسرار كل قطعة بدقة.
وأثناء الندوة التي أقيمت لتقديم الكتاب، والتي أدارها أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة ستراسبورغ غابرييل أتياس، تم تسليط الضوء على بعض الحلي الأكثر رمزية التي تتجلى فيها مهارة الصناعة التقليدية المغربية.
كما تخلل الحدث حفل موسيقي تم فيه عرض الأنغام العربية الأندلسية (الآلة) والموسيقى اليهودية العربية (المطروز)، بقيادة الأستاذ طه العلمي.
تُعد “الأسابيع المغربية في ستراسبورغ”، التي تُنظم من 14 أكتوبر إلى 11 دجنبر 2024، تظاهرة ثقافية مهمة تهدف إلى الترويج للتراث الثقافي المغربي في مختلف جوانبه.
ويعتبر هذا الحدث الذي يُنظم بالتعاون بين القنصلية العامة للمغرب في ستراسبورغ و”الرابطة الفرنسية ستراسبورغ-أوروبا”، الحدث الرئيسي للموسم الثقافي 2024-2025 للرابطة، ويستقطب الجمهور الألزاسي لاستكشاف الثقافة المغربية من خلال فعاليات متعددة تشمل الفنون، والموسيقى التقليدية، والصناعة التقليدية، والإبداع الأدبي والسينما.