بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الذي يصادف يوم 20 نونبر 2024، أجرت جريدة “سفيركم” الإلكترونية بالحوار التالي مع الأخصائية النفسية أميمة قرنون:
–ما هو الوضع العام للصحة النفسية للأطفال بالمغرب؟
موضوع الصحة النفسية لدى الأطفال، هو موضوع جد حساس يعرف عدة تحديات مرتبطة بمجموعة من العوامل سواء اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، ويظهر جليا من خلال تقارير المنظمات الصحية سواء الوطنية أو الدولية أن الوضع مقلق نظرا لانتشار جملة من الأضطرابات في صفوف الأطفال أبرزها اضطراب القلق.
-ما هي الأساليب الفعّالة لتعزيز الصحة النفسية للأطفال في المنزل؟
لتعزيز الصحة النفسية للأطفال في المنزل، من الضروري توفير بيئة آمنة وداعمة، حيث تعد الأسرة الأساس في بناء شخصية طفل واثق من نفسه ومقدر لذاته وذلك عبر تتبع الخطوات التالية:
-التواصل الإيجابي والدعم العاطفي:
تخصيص وقت يومي للحديث مع الطفل والاستماع إليه دون مقاطعة، مع تشجيعه على التعبير عن مشاعره ومخاوفه بحرية دون التقليل منها مهما بدت لنا بسيطة، بالإضافة إلى التعبير عن الحب والدعم من خلال العناق والكلمات الإيجابية، مما يعزز شعوره بالأمان ويجنبه البحث عن الحب والقبول من مصادر خارجية.
-إدارة الخلافات الأسرية بعيدا عن الطفل:
تجنب الخلافات بين الوالدين أمام الطفل والعمل على إيجاد حلول سليمة للنزاعات، لأن البيئة المنزلية المستقرة ضرورية لصحته النفسية.
-تعزيز الثقة وتحمل المسؤولية:
تقدير إنجازات الطفل الصغيرة والإشادة بها، مما يعزز شعوره بالفخر والثقة، ومنحه مسؤوليات تناسب عمره وقدراته ليشعر بدوره المهم داخل الأسرة.
-اللعب والتنظيم:
تخصيص وقت للعب والتفاعل مع الطفل، حيث إن اللعب وعلى جدول منتظم يتضمن أوقاتاً محددة للنوم والراحة، مما يوفر للطفل إحساساً بالاستقرار.
-مراقبة المحتوى الإلكتروني:
متابعة استخدام الطفل لمواقع التواصل الاجتماعي والتأكد من ملاءمة المحتوى الذي يتعرض له، نظراً لتأثيره الكبير على تكوين أفكاره وسلوكياته.
-ما هي الأساليب الفعّالة لتعزيز الصحة النفسية للأطفال في المدرسة؟
تلعب المدرسة دوراً محوريا في تعزيز الصحة النفسية للأطفال من خلال توفير بيئة داعمة تساعدهم على النمو النفسي والاجتماعي بشكل سليم، ويمكن تحقيق ذلك بخلق بيئة خالية من التنمر والعنف والسلطوية، سواء من قبل الزملاء أو بعض المعلمين، مما يعزز رغبة الأطفال في القدوم إلى المدرسة دون خوف.
يجب أيضا مكافحة ظاهرة التنمر في الفضاء المدرسي عبر اتباع سياسات صارمة، وتدريب المعلمين والتلاميذ على كيفية التعامل معه، ونشر ثقافة التبليغ عند وقوعه.
كما يستحسن إدراج دروس حول الصحة النفسية ضمن المناهج الدراسية، لتناول مواضيع مثل إدارة الضغوط وتعزيز الثقة بالنفس، بالإضافة إلى ما سبق. ينبغي توفير خدمات الدعم النفسي داخل المدرسة عبر تعيين مرشدين وأخصائيين نفسيين يقدمون المساعدة للمتعلمين والمعلمين، مع تنظيم جلسات دعم جماعية لتعزيز الشعور بالأمان والانتماء.